تحسرت كثيرا عندما شاهدت منظر شباب بورسعيد وهم يقفون ويتزاحمون على استمارات الإسكان قبل الهنا بسنة .. فإلى هذا الحد بلغت الحالة الاقتصادية سوءا ببورسعيد ؟!… طوابير كثيرة من الشباب أمام المنافذ التي تم تحديدها مسبقا لتوزع بها الاستمارات وكانت المفاجأة بأن الطوابير بدأت منذ اليوم الأسبق ومن الساعة العاشرة صباحا .. وقد نزلت وكنت وسط هذا الشباب وأعددت تقريرا لكل ما حدث في هذا اليوم .. يوم الأحد .. واسمحوا لي أن أطلق عليه لفظ الأحد الأسود بالنسبة للشباب وهذا التعليق سمعته من مجموعة من الشباب كانوا يقفون ويبتغون الحصول على استمارة ولكن يا للأسف ضاع الحلم .. وضاع الأمل
ولكن مهلا تعالوا معي لكي أقص عليكم ما حدث في هذا اليوم … فقد كان هناك مجموعة من الحكايات أمام كل منفذ توزيع وأيضا كانت هناك حكاية مؤلمة وراء كل شاب يقف ويزاحم من أجل الحصول على استمارة.
حي بورفؤاد
كانت بداية الجولة في حي بورفؤاد وكان به زحاما شديدا وتحدثت مع مجموعة من الشباب كانوا يبحثون عن الاستمارات وأثناء حديثي معهم تطرقنا إلى أسباب هذا الزحام والعنف والصراعات فكان ردهم بأن معظم الذين يزاحمون ليسوا من بورفؤاد ولكنهم جاءوا من بورسعيد أملا في أن بورفؤاد ستكون هادئة وهم إذن السبب في الزحام الشديد .. وتركنا بورفؤاد وهي مزدحمة وتستقبل المزيد .
حي الشرق
ذهبت إلى حي الشرق ولم يختلف كثيرا عن حي بورفؤاد .. ولكن دعونا نستمع لما قاله الناس … كان البعض هناك يجمع بطاقات الرقم القومي ويكتب أسماء من يجمع بطاقاتهم ويعشمهم بأنهم هم أول من سيستلم الاستمارات والناس طبعا غلابة بتتعلق في أي قشاية ومن السهل ينضحك عليهم مما أدى إلى خلق مشاحنات بين الناس بعضهم ببعض مما ينبأ بحدوث كارثة في اليوم التالي والذي من المفترض توزيع الاستمارات فيه .
حي الضواحي
كانت جولتنا بعد ذلك في أخطر مكان ذهبنا إليه وهو حي الضواحي حيث كان عدد الذين يزاحمون صعب أن يصفه بشر وأنا هنا لا أبالغ فقد كان العدد مهول وبالطبع سينتج عن هذا العدد الكبير أفعال وصدامات وحكايات يمكن كتابتها في جريدة كاملة .. ولكن اخترنا ما لفت انتباهنا وكان أول ما جذب نظرنا هو ذلك الشاب الذي ربط نفسه بجنزير في شباك الحي الذي من المفترض توزيع الاستمارات من خلاله وطبعا عمل كده علشان ما حدش يحركه من مكانه .. بالذمة فيه غلب أكثر من كده .
وأيضا وجدنا الشباب يجلس قرفصاء على الأرض في طابور مثل المساجين وكان من ضمنهم الأهالي والأباء والزوجات الذين يبدلون مع بعضهم الوقوف والجلوس ولم يسلم الازدحام في الضواحي من السماسرة والبلطجية والذين وجدوا لهم سوقا مفتوحا للربح منه .. يعني الخلاصة كانت مهزلة بمعنى الكلمة .
حي العرب
وذهبنا بعد ذلك لحي العرب وعرفنا بأنه الحي الوحيد الذي يتم توزيع الاستمارات فيه بعيدا عن المبنى وكان في حديقة الطفل في حب العرب .. والحال هناك لم يختلف كثيرا عن باقي الأحياء الأخرى … فقد انتشر وسط الزحام البلطجية لكي يحصلوا أو يبيعوا أو يشتروا أو أي شيء يفعلوه يجلب لهم الأموال .. إذن الحكاية مابقتش حل لمشكلة إسكان الشباب .. للأسف تحولت لحل مشكلة الحصول على الإتاوة عند البلطجية .. وتركنا حي العرب وقد أزداد شعورنا بالألم والحسرة على حال شعب وشباب بورسعيد .
حي الزهور
ذهبنا بعد ذلك لحي الزهور ويعتبر من الأحياء ذات العلامة الحمراء أي " الخطر "ممنوع الاقتراب أو الوقوف بدون " ضهر" أو سلاح أو دفع فلوس … وبدون الدخول في تفاصيل فقط كان الوضع واضحا للغاية .. فالبلطجية سيطروا سيطرة تامة ورفعوا شعار " أدفع عشان نحميك وتقف " يعني أنت عايز كام بلاطه تقف عليهم 2 أو 3 أو 4 يعني أشتري راحتك علشان تبقى مرتاح ومطمئن .
الجولة المسائية
وبعد حي الزهور انتهت الجولة الصباحية وأقول صباحية لأنه كان هناك جولة مسائية نتيجة لتطور الأحداث فقد استقبلت مكالمة تليفونية من الزميل محمد جبر عناني وهو الذي كان معي منذ بداية الجولة وأخبرني من خلال اتصاله بأنه سمع أن ميعاد توزيع الاستمارات قد تأجل وهو لم يتأكد حتى الآن وعلى الفور تأكدت من صحة المعلومة من مصدر موثوق منه .. ولم يكن لدينا وقت لكي نتناول وجبة الغداء بل سارعنا لكي نكون في مقر الأحداث .
بالتفصيل
طبعا تتساءلون لماذا أحكي وأذكر بالتفصيل الدقيقة .. والإجابة أنني عايشت مع الموقف وتفاعلت معه وأريد أن أنقل لكم مدى هذا التفاعل والتعايش فالموضوع لم يكن بسيطا أو سهلا أنه قضية جيل خرج ليجد نفسه في مهب الريح .. أعتقد أن وجهة نظري قد وصلت .
التأجيل ليه
عدنا مرة أخرى نفعل كما فعلنا في الجولة الصباحية .. ولكن هذه المرة تختلف فقد شاهدنا الوضع مختلف .. الحماس قد قل .. قل للغاية .. البعض قد يأس ومل فلم يجد أمامه إلا ترك المكان وبقي القليل وكلهم على لسانهم كلمة واحدة وهي : إيه يضمن لنا أن التأجيل ده صحيح ؟ مفيش ولا مسئول طلع يقول لنا الخبر ده - المصدر : المستقبل البورسعيدي
حي بورفؤاد
كانت بداية الجولة في حي بورفؤاد وكان به زحاما شديدا وتحدثت مع مجموعة من الشباب كانوا يبحثون عن الاستمارات وأثناء حديثي معهم تطرقنا إلى أسباب هذا الزحام والعنف والصراعات فكان ردهم بأن معظم الذين يزاحمون ليسوا من بورفؤاد ولكنهم جاءوا من بورسعيد أملا في أن بورفؤاد ستكون هادئة وهم إذن السبب في الزحام الشديد .. وتركنا بورفؤاد وهي مزدحمة وتستقبل المزيد .
حي الشرق
ذهبت إلى حي الشرق ولم يختلف كثيرا عن حي بورفؤاد .. ولكن دعونا نستمع لما قاله الناس … كان البعض هناك يجمع بطاقات الرقم القومي ويكتب أسماء من يجمع بطاقاتهم ويعشمهم بأنهم هم أول من سيستلم الاستمارات والناس طبعا غلابة بتتعلق في أي قشاية ومن السهل ينضحك عليهم مما أدى إلى خلق مشاحنات بين الناس بعضهم ببعض مما ينبأ بحدوث كارثة في اليوم التالي والذي من المفترض توزيع الاستمارات فيه .
حي الضواحي
كانت جولتنا بعد ذلك في أخطر مكان ذهبنا إليه وهو حي الضواحي حيث كان عدد الذين يزاحمون صعب أن يصفه بشر وأنا هنا لا أبالغ فقد كان العدد مهول وبالطبع سينتج عن هذا العدد الكبير أفعال وصدامات وحكايات يمكن كتابتها في جريدة كاملة .. ولكن اخترنا ما لفت انتباهنا وكان أول ما جذب نظرنا هو ذلك الشاب الذي ربط نفسه بجنزير في شباك الحي الذي من المفترض توزيع الاستمارات من خلاله وطبعا عمل كده علشان ما حدش يحركه من مكانه .. بالذمة فيه غلب أكثر من كده .
وأيضا وجدنا الشباب يجلس قرفصاء على الأرض في طابور مثل المساجين وكان من ضمنهم الأهالي والأباء والزوجات الذين يبدلون مع بعضهم الوقوف والجلوس ولم يسلم الازدحام في الضواحي من السماسرة والبلطجية والذين وجدوا لهم سوقا مفتوحا للربح منه .. يعني الخلاصة كانت مهزلة بمعنى الكلمة .
حي العرب
وذهبنا بعد ذلك لحي العرب وعرفنا بأنه الحي الوحيد الذي يتم توزيع الاستمارات فيه بعيدا عن المبنى وكان في حديقة الطفل في حب العرب .. والحال هناك لم يختلف كثيرا عن باقي الأحياء الأخرى … فقد انتشر وسط الزحام البلطجية لكي يحصلوا أو يبيعوا أو يشتروا أو أي شيء يفعلوه يجلب لهم الأموال .. إذن الحكاية مابقتش حل لمشكلة إسكان الشباب .. للأسف تحولت لحل مشكلة الحصول على الإتاوة عند البلطجية .. وتركنا حي العرب وقد أزداد شعورنا بالألم والحسرة على حال شعب وشباب بورسعيد .
حي الزهور
ذهبنا بعد ذلك لحي الزهور ويعتبر من الأحياء ذات العلامة الحمراء أي " الخطر "ممنوع الاقتراب أو الوقوف بدون " ضهر" أو سلاح أو دفع فلوس … وبدون الدخول في تفاصيل فقط كان الوضع واضحا للغاية .. فالبلطجية سيطروا سيطرة تامة ورفعوا شعار " أدفع عشان نحميك وتقف " يعني أنت عايز كام بلاطه تقف عليهم 2 أو 3 أو 4 يعني أشتري راحتك علشان تبقى مرتاح ومطمئن .
الجولة المسائية
وبعد حي الزهور انتهت الجولة الصباحية وأقول صباحية لأنه كان هناك جولة مسائية نتيجة لتطور الأحداث فقد استقبلت مكالمة تليفونية من الزميل محمد جبر عناني وهو الذي كان معي منذ بداية الجولة وأخبرني من خلال اتصاله بأنه سمع أن ميعاد توزيع الاستمارات قد تأجل وهو لم يتأكد حتى الآن وعلى الفور تأكدت من صحة المعلومة من مصدر موثوق منه .. ولم يكن لدينا وقت لكي نتناول وجبة الغداء بل سارعنا لكي نكون في مقر الأحداث .
بالتفصيل
طبعا تتساءلون لماذا أحكي وأذكر بالتفصيل الدقيقة .. والإجابة أنني عايشت مع الموقف وتفاعلت معه وأريد أن أنقل لكم مدى هذا التفاعل والتعايش فالموضوع لم يكن بسيطا أو سهلا أنه قضية جيل خرج ليجد نفسه في مهب الريح .. أعتقد أن وجهة نظري قد وصلت .
التأجيل ليه
عدنا مرة أخرى نفعل كما فعلنا في الجولة الصباحية .. ولكن هذه المرة تختلف فقد شاهدنا الوضع مختلف .. الحماس قد قل .. قل للغاية .. البعض قد يأس ومل فلم يجد أمامه إلا ترك المكان وبقي القليل وكلهم على لسانهم كلمة واحدة وهي : إيه يضمن لنا أن التأجيل ده صحيح ؟ مفيش ولا مسئول طلع يقول لنا الخبر ده - المصدر : المستقبل البورسعيدي